منذ فجر الاستقلال خصصت المملكة المغربية دوما ميزانيات ضخمة للتعليم واعتُبر التعليم في المغرب,كما في باقي الدول العربية,قاطرة التنمية البشرية.صار الاهتمام اولا بتعميم التعليم في كافة ربوع المملكة من طنجة الى الكويرة.واسفرت هذه المجهودات على تحقيق الحاجيات التعليمية ل اكثر من 85 بالمئة من السكان ,.كما واكب ذالك اهتمام اكبر بالتربية غير النظامية ومحاربة الامية .وهكذا فقد تم الانتقال من نسب امية محبطة الى نسب مشجعة.وهذا ليس بسبب مشاريع الاصلاح المتوالية فحسب,بل بسبب وعي اكبر من الاسر المغربية باهمية تعليم ابنائهم.
هذه المجهودات ركزت في غالبها على ما هو شكلي يتوفير مؤسسات في مناطق نائية ,الا ان هذه المؤسسات تفتقد الى وسائل العمل والى الاطر الكافية للعمل بسلاسة.وحتى الاطر التربوية المتوفرة غير قادرة على العمل بطريقة سليمة نظرا لظروف العمل غير المناسبة,خاصة في العالم القروي حيث ترتفع نسبة الهدر المدرسي الى مستويات مخيفة.وهكذا من بين كل 100 طفل عمرهم 7 سنين، يدخل المدرسة 85، ويلتحق بالإعدادي 45، ويتم دراسة السلك الإعدادي 32، ويدخل السلك الثانوي 22، ويبلغ نهاية الثانوي 17، ويحصل على البكالوريا 10.ومن بين كل 100 فتاة بشكل إجمالي في المدن والقرى عمرهن 7 سنين تدخل المدرسة 59، وتلتحق بالإعدادي 43، وتدخل الثانوي 17، وتحصل على البكالوريا 7.
هذا الواقع السلبي يجعلنا نتسائل عن مدى جدوى مشاريع الاصلاح المتوالية التي صارت تسقط على واقعنا التعليمي الهش كالمطر.وصار معه الجسد الاتعليمي المغربي اشبه بجسد ميت لا تنفع معه الحقن المتعاقبة ولا تحدثفيه اي تاثير.بل ان الاصلاح الشامل صار حلما صعب المنال حتى ولو تدخل البنك الدولي او الدول الصديقة بمناهجها المحتلفة.فما يصلحلنا هو ما ينبت على ارضنا والتجارب الغربية اثبتت عدم جدواها في واقعنا التعليمي المنفرد.