شاع الانحراف في مختلف الجماعات و ساعدت عليه عدة عوامل كالأسرة و جماعة الرفاق و الفقر و البطالة و غيرها، غير أن هناك إشكالية منهجية عند محاولة دراسة هذه الظاهرة و هي أن الإحصائيات المتوفرة عن الانحراف ليست وافية لأن هناك انحراف كامن و مسكوت عنه و هذا يجعل من تعميم نتائج البحوث أمرا صعبا .
تحدد باتريسيا هانقان ( Patricia Hanigan ) 05عوامل مولدة للانحراف وهي كالتالي:
-1 الأسرة: إذا كانت الأسرة هي عامل التنشئة الأول، فهي كذلك عامل مولد للانحراف.
-2 المدرسة: تلعب المدرسة , بعد الأسرة , دورا في تعليم الطفل بعض القواعد وتقترح عليه بعض النماذج التي تساعده على تحقيق انسجام في حياته الاجتماعية. كما تساعد المدرسة أيضا في نموه العقلي و الوجداني و الاجتماعي , لكن رغم كل هذا الأثر الإيجابي للمدرسة في حياة الطفل إلا أنها قد تتسبب في انحرافه , فقد توصلت الكثير من أدلراسات إلى وجود علاقة بين التكيف المدرسي )و الانحراف .
ففي سنة 1976 توصل لابارج ألتمد ( D. Laberge Altmejd ) إلى إيجاد إرتباط قوي جدا بين عدم التكيف المدرسي و الانحراف في عينة من الشباب (المراهقين ) , و من جهته أستنتج الباحثان " وسط " و" لوبر" ( West et Loeber ) سنة 1982 , أن عدم التكيف المدرسي إذا ظهر منذ الابتدائي يشكل مؤشر على السلوك المنحرف مستقبلا . )
وفي دراسة أجرها فارينطن ( Farrington ) توصل إلى أن عدم النجاح المدرسي في السنوات الأولى من التمدرس (بين سن 8 و 10 ) هو محك جيد لتمييز المنحرفين عن غير المنحرفين , و كذلك كشف الأشكال المزمنة للإنحراف , و من جهتهما يرى : لي بلون " و " فريشات " أن 42 % من أفراد عينتهما المنحرفين المتابعين قضائيا تأخروا سنة دراسية واحدة , و أن 26 % تأخروا سنتين .
منقول